تُضيء سِيَر العلماء الربانيين مسار الأمة، وتبقى آثارهم شاهدة على رسوخ عطائهم وإن لم يلتقِهم المرء لقاءً مباشرًا، ومن هؤلاء العلماء الذين تجلّت بصماتهم في ميادين التربية والتعليم معالي الدكتور محمد العقلا – رحمه الله – الذي اتسمت مسيرته بالعلم الراسخ، والمنهجية المتزنة، والروح التربوية العميقة.
لم أتلقى عنه -رحمه الله- مباشرة، غير أن عطائه التربوي بدا واضحًا في سيرته ومسيرته، وفي شهادات طلابه وزملائه، وفي الأعمال التي أسهمت في بناء جيل متوازن فكريًا وسلوكيًا، فقد عُرف – رحمه الله – بقدرته على الجمع بين التعليم والتربية، والرصانة العلمية والرفق، وبمنهجه القائم على تعظيم العلم الشرعي والاعتزاز به.
أسهم الدكتور العقلا – رحمه الله- في إثراء الساحة العلمية والدعوية ببحوثه ومشاركاته الأكاديمية، وبمساهمته في تطوير المناهج ودعم الدراسات الشرعية، كانت له بصمات واضحة في اللجان العلمية والأقسام التعليمية، مما عزّز جودة البحث ورفع من مستوى التأصيل الشرعي.
اتضح أثره في تأهيل الكفاءات وإعداد الباحثين، فقد تخرّج على يديه عدد من طلاب العلم الذين نقلوا عنه الدقّة والأمانة والمنهجية الرفيقة في التعامل مع النصوص والمواقف، وهذا الامتداد العلمي يبرهن على قيمة المدرسة التربوية التي أسسها وأثرى بها الميدان.
يظل الدكتور العقلا – رحمه الله- مثالًا للعالم الذي يجمع بين العلم والخلق، وبين التواضع والمكانة، يشهد له إرثه العلمي، ومسلكه التربوي، وآثاره في المؤسسات التعليمية والدعوية، ما يجعل الحديث عنه شهادةً للحق، واستحضارًا لعطاءات عالمٍ خلّد بصماته بالعمل الجاد والحضور الهادئ.
رحم الله الدكتور محمد العقلا، فقد رحل بجسده، وبقيت أعماله ومبادراته ومحطاته التربوية حيّةً في ذاكرة من عرفه، وفي صفحات العلم، وفي الأثر الذي تركه في الأجيال.
كتبته: د. عبير بنت محمد الجفير








إرسال تعليق