مركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميّز في التعليم يطلق مقياسًا عالميًا لجودة تعليم العربية للناطقين بغيرها

  • بتاريخ : ديسمبر 19, 2025 - 2:18 م
  • الرياض – غدير الطيار

    اختتم مركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميّز في التعليم (UNESCO RCQE)، الذي يتخذ من المملكة العربية السعودية مقرًا له، أعمال الندوة الدولية الاحتفائية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، والتي نُظِّمت تزامنًا مع هذه المناسبة العالمية، برعاية وحضور معالي وزير التربية الوطنية والتعليم والبحث العلمي بجمهورية جزر القمر المتحدة الدكتور بكر فلانة، وبمشاركة نخبة من الخبراء والأكاديميين وصنّاع القرار من مختلف دول العالم.

    وجاءت الندوة في إطار التزام المركز بدوره المعرفي والثقافي، وحرصه على إحياء اليوم العالمي للغة العربية بوصفه مناسبة عالمية للاحتفاء بلغة تحمل إرثًا حضاريًا وإنسانيًا عريقًا، وتسليط الضوء على مسارات مبتكرة لتعليم العربية عالميًا، ومناقشة السياسات والممارسات التي تعزّز حضورها في المنظومات التعليمية الدولية، وفتح مساحة حوار بنّاء حول مستقبل العربية في ظل التحولات الرقمية والثقافية المتسارعة.

    إطلاق مقياس عالمي لجودة تعليم العربية

    شهدت الندوة إطلاق مقياس UNESCO RCQE لجودة تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، بوصفه رحلة علمية وتحويلية من الفكرة إلى المعيار وصولًا إلى الأثر العالمي.
    وجاء إطلاق المقياس استجابةً لسؤال محوري: لماذا نحتاج إلى مقياس جودة لتعليم العربية للناطقين بغيرها؟
    لأنه يُعدّ أول إطار علمي عربي شامل يقيس جودة برامج تعليم العربية، وينقلها من مبادرات فردية متناثرة إلى منظومة مؤسسية معتمدة قابلة للقياس والمقارنة والتطوير المستدام.

    ويضم المقياس 85 معيارًا علميًا موزّعة وفق أولويات دقيقة، تصدّرها محور التعليم والتعلّم بنسبة 40% بوصفه جوهر العملية التعليمية، إلى جانب مكونات: المؤسسة والإدارة، هيئة التدريس، الطلاب، والبيئة التعليمية، بما يوفّر إطارًا متكاملًا لضبط الجودة والاعتماد والتحسين المستمر.

    خارطة طريق لتدويل تعليم العربية

    وفي ختام الندوة، استعرضت الدكتورة فاطمة رويس، مساعد المدير العام لمركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميّز في التعليم، خارطة طريق عملية لتدويل تعليم اللغة العربية، مؤكدةً أنها تمثّل رؤية تحويلية تجعل من العربية جسرًا للتبادل الثقافي وتعزيز قيم السلام، عبر سياسات لغوية مبتكرة، ومناهج عابرة للحدود، وشراكات دولية، وتوظيف التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي.

    وأشارت د. رويس إلى أن العربية ليست لغة تعليم فحسب، بل قوة ناعمة عالمية تبني الحوار، وتدعم الشمولية، وتسهم في مستقبل لغوي أكثر عدلًا وإنسانية، موضحةً أن خارطة الطريق مبنية على محاور الندوة الرئيسة، وفي مقدمتها: التدويل والدبلوماسية اللغوية، مقياس الجودة، الحقائب التدريبية، ومنهجية البحث-الفعل والبحث النمائي.

    الإطار الحاكم لخارطة الطريق

    تنطلق الخارطة من غاية واضحة تتمثل في تحويل تعليم العربية للناطقين بغيرها إلى مسار دولي منظّم يدعم الحوار والتفاهم والسلام، وترتكز على:
    • معيار جودة موحّد لبرامج تعليم العربية (5 مكونات / 85 معيارًا).
    • بناء قدرات المعلّمين عبر حقائب تدريبية ذات مخرجات واضحة في المهارات الأربع.
    • الرقمنة والذكاء الاصطناعي لتوسيع الوصول إلى تعليم العربية عالميًا.
    • مواءمة الأثر مع أهداف التنمية المستدامة (4، 10، 16، 17).

    مسارات التنفيذ (Roadmap)

    المرحلة الأولى (0–6 أشهر): التأسيس والتشخيص
    • توحيد الحوكمة وبناء خط أساس عالمي للجودة.
    • تطبيق المقياس تشخيصيًا، واعتماد منهجية البحث-الفعل.
    المخرجات: تقرير خط أساس، خريطة فجوات، وأولويات تدخل.

    المرحلة الثانية (6–18 شهرًا): التوسّع الرقمي وبناء القدرات
    • رقمنة المناهج ودمج الذكاء الاصطناعي.
    • تدريب المدربين وتأهيل المعلّمين عالميًا.
    المخرجات: محتوى رقمي معياري، مدرّبون معتمدون، ودليل جودة رقمي.

    المرحلة الثالثة (18–36 شهرًا): الاعتماد الدولي والتبادل الأكاديمي
    • شهادات دولية لمعلّمي العربية.
    • برامج تبادل أكاديمي ومنح بحثية.
    المخرجات: إطار اعتماد دولي، شبكة جامعات شريكة، ومسار نشر علمي.

    المرحلة الرابعة (3–5 سنوات): الدبلوماسية اللغوية – «العربية من أجل السلام والحوار»
    • إطلاق برنامج «العربية من أجل السلام والحوار».
    • شراكات متعددة الأطراف وتقارير أثر دولية.
    المخرجات: منصة عالمية للحوار والسلام وتقارير أثر سنوية.

    مؤشرات قياس الأداء (KPIs)
    • عدد البرامج والمراكز المطبِّقة للمقياس وتحسّن أدائها.
    • عدد المعلّمين الحاصلين على شهادات وتأهيل دولي.
    • عدد الشراكات والمنح وبرامج التبادل الأكاديمي.
    • مؤشرات الأثر المرتبطة بالحوار والسلام.
    • مساهمات موثّقة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة (4، 10، 16، 17).

    وأكد المشاركون في ختام الندوة أن هذه المخرجات تمثّل نقلة نوعية في مسار تعليم اللغة العربية عالميًا، وتؤسس لمرحلة جديدة تنتقل فيها العربية من كونها لغة تعليم إلى لغة معرفة وقيم وحوار وسلام.

    لمزيد من التفاصيل:
    • موقع المركز: www.rcqe.org

    http://www.rcqe.org