شاشات الترجمة الذكية في الحرم.. روح التقنية في خدمة الروحانية

  • الكاتب : دخيل الله الحارثي
  • بتاريخ : أكتوبر 27, 2025 - 9:15 م
  • لم يعد المشهد في المسجد الحرام مقتصراً على قدسيّته ومهابة المكان فحسب، بل امتد اليوم ليقدّم نموذجاً متقدّماً للتكامل بين التقنية والإنسان، في خدمة ضيوف الرحمن. فقد استوقفتني داخل أروقة الحرم شاشات ترجمة ذكية، تقوم بدور جسرٍ مُحكم بين الزائر من أي بلد في العالم، وبين القائمين على خدمة البيت العتيق.
    هذه الشاشات لا تُقدّم مجرد نصوص مُترجمة، بل تؤدي وظيفة تواصل حيّ، يُمكّن الزائر من طرح استفساره بلغته، ليحصل على إجابة فورية واضحة بلغة يفهمها، في تجربة تُشعره بأن المكان يعرفه، ويقرأ احتياجه، ويُعطيه اهتمامه مهما كانت لغته أو خلفيته.
    إن وجود مثل هذه التقنيات داخل أقدس بقعة على وجه الأرض يعكس رؤية المملكة في رعاية ضيوف الرحمن، ليس فقط بتيسير التنقل أو تنظيم الحشود، بل أيضاً بتبديد شعور الغربة اللغوية، وإزالة العوائق الصغيرة التي قد تُربك التجربة الروحية الكبيرة.
    وإذا كانت رحلة الحاج أو المعتمر ترتكز على السكينة والطمأنينة، فإن هذه الأدوات الرقمية تُسهم في حفظ ذلك الاتزان النفسي، عبر تسهيل الفهم، وتبسيط الإجراءات، وإحاطة الزائر ببيئة يشعر فيها أن كل أدوات المساندة وُجِدت لأجله لا ضده.
    إن ما رأيناه اليوم داخل الحرم ليس مجرّد شاشة، بل هو فصل جديد من فصول الرعاية الذكية لضيوف بيت الله، وفكرة تُلخّص بكلمتين:
    العبادة محفوظة.. والخدمة مُتقنة.
    دخيل الله الحارثي مطوف ضيوف الدولة